لا ينبغي أن تخلو عيادة الأطباء أو المستشفيات اليوم من قاعدة بيانات للمرضى، فإلى جانب توفيرها أهم المعلومات الشخصية والصحية عن المريض لمتابعته، وتوفير وقت الأطباء وتحسين جودة الرعاية الصحية، فإنّ لها بُعد تسويقي يغفل عنه الأطباء، إذ يُمكِن استخدامها في التسويق للعيادة وزيادة ولاء المرضى لك، فكيف تستفيد من قاعدة بيانات المرضى في التسويق لعيادتك؟
كيفية بناء قاعدة بيانات المرضى
يحتاج الطبيب إلى بناء قاعدة بيانات لمرضاه، تحتوي على بعض معلومات المرضى، مثل:
- الاسم.
- تاريخ الميلاد.
- العنوان.
- هاتف المنزل.
- رقم الهاتف الجوّال.
- البريد الإلكتروني.
- سبب الزيارة.
- نتائج الفحوصات والاختبارات.
- التشخيص النهائي.
- هل المريض بحاجةٍ إلى تدخلٍ جراحي أم لا.
تحتوي قاعدة بيانات المرضى على معلومات شخصية للمرضى لتسهيل التواصل معهم والتسويق أيضًا، ومعلومات تتعلّق بطبيعة المرض الذي أصابهم والتشخي، وما إلى ذلك، لإنشاء رسائل تسويقية تُلبِّي رغباتهم حسب تشخيصهم وحالتهم، ويُمكِن تنظيم هذه البيانات في صفحة إكسيل (Excel sheet).
أهمية بناء قاعدة بيانات للمرضى
بإلقاء نظرةٍ على تكلفة اكتساب مريضٍ جديد للعيادة “patient acquisition cost”، تتضح أهمية بناء قاعدة بيانات للمرضى، إذ إنّ تكلفة اكتساب مريضٍ جديد هي 5 أضعاف تكلفة الحفاظ على ولاء المريض الحالي لديك، وهنا تأتي أهمية قاعدة البيانات، إذ تُساعِد في بناء الولاء وتعزيز الرابطة بين المريض والطبيب، إذ يُمكِن مشاركة السجل الطبي للمريض معه بما يُطلِعه على حالته الصحية، كما أنّها تُساعِد في تقليل الخطأ في الرعاية الطبية، ويُمكِن استخدامها لأغراضٍ تسويقية، مثل إعلام المريض بالعروض والتخفيضات أو التوعية الصحية، وذلك كُلّه للمريض الذي زارك ولو مرة واحدة.
التسويق باستخدام قاعدة بيانات المرضى
يعتمد التسويق باستخدام قاعدة بيانات المرضى على تقسيم المرضى إلى مجموعات – حسب الفئة العمرية أو الأمراض أو التشخيص – بغرض إنشاء حملات تسويقية مُوجّهة لكل فئةٍ بعينها، إذ تجمع قاعدة البيانات معلومات المرضى وحالتهم الصحية، والتسويق باستخدامها يُساعِد في جذب مزيدٍ من المرضى، وتعزيز ولائهم لك.
فمثلًا إذا كان المريض قد أجرى جراحة تكميم المعدة أو أي عملية من عمليات السمنة، فيُمكِن توجيه بريدٍ إلكتروني إليه – بعد تسجيل بريده الإلكتروني في قاعدة البيانات – بالنظام الغذائي المُناسِب له بعد العملية وأهم توجيهات التعافي بعد الجراحة، أو يُمكِن استخدام قاعدة البيانات في التواصل معه عبر الهاتف لتحديد موعد زيارة لمتابعة مدى تقدُّم خسارة الوزن لديه، ومعرفة ما حقّقته العملية بالنسبة له.
وفي عيادات العيون مثلًا، يُمكِن استخدام قاعدة البيانات في توجيه نصائح الحفاظ على البصر لمن تجاوزوا 40 عامًا – هنا التقسيم حسب الفئة العمرية – خاصةً أنّهم يُعانُون على الأرجح قصوّ البصر الشيخوخي (presbyopia)، كما يُمكِن توجيه معلومات للمرضى الحاليين بقصر أو طول النظر، بدواعي إجراء عملية الليزك ومتى تكون ضرورية وما إلى ذلك.
وهذه مُجرّد أمثلة على استخدام قاعدة البيانات في التسويق، فاستخدامها يختلف من تخصص طبي لآخر، بحسب الأمراض الشائعة والفئات العمرية التي يتعامل معها الطبيب، لكن كل ذلك غير مُمكِن إذا لم يُسجِّل الطبيب بيانات المرضى لديه أولًا.
استراتيجيات التسويق باستخدام قاعدة البيانات
يبدأ التسويق باستخدام قاعدة البيانات من خلال تقسيم المرضى إلى فئات حسب العُمر، والحالة الصحية والتشخيص وما إلى ذلك، ثُمَّ يُمكِن اتّباع بعض استراتيجيات التسويق القائمة على قاعدة البيانات، مثل:
1. التسويق بالبريد الإلكتروني (E-mail marketing)
أحد الاستراتيجيات الفعّالة في التسويق باستخدام قاعدة البيانات هي من خلال البريد الإلكتروني، إذ يحصل الطبيب على البريد الإلكتروني للمريض في قاعدة البيانات، وبعد تصنيف المرضى، يُمكِن إرسال رسائل بالبريد الإلكتروني حسب احتياجات المريض، كما يُمكِن توفير المعلومات عن العروض والتخفيضات التي تُقدِّمها العيادة من خلال البريد الإلكتروني، وكذلك الإعلان عن الفروع الجديدة وغير ذلك.
2. برامج الولاء (Loyalty programs)
أحد الأهداف الرئيسة لقاعدة بيانات المرضى تعزيز ولائهم لك، وهذا قد يكون من خلال أمورٍ بسيطة، مثل إرسال رسائل تهنئة بعيد ميلاد المريض، أو إرسال رسائل تتضمَّن عروضًا وتخفيضات مُخصَّصة له، مثل تقديم خصم على بعض تركيبات الأسنان التي تُدرِك حاجته إليها استنادًا إلى بياناته المُدرَجة في قواعد البيانات.
3. حملات التسويق عبر واتساب أو SMS
يُمكن إرسال الرسائل إلى المرضى من خلال واتساب أو رسائل SMS، تتضمَّن توعية بحالتهم الصحية، بناءً على المرض الذي يُعانُونه أو نصائح للوقاية، أو للتعريف بالفروع الجديدة للعيادة والمزايا الجديدة المتوفرة فيها أو غير ذلك، لكنّ المهم تحصيل معلومات الاتصال من المريض أولًا وتسجيلها في قاعدة البيانات، ثُمّ محاولة تعزيز الولاء والرابطة بينك وبينه من خلال الوسائل السابقة.
فوائد التسويق باستخدام قاعدة البيانات
إبقاء المريض على صلةٍ وثيقةٍ بك أمر مهم لتعزيز سُمعة العيادة والحصول على مرضى جُدد، وهذه هي مهمة قاعدة البيانات، وإلى جانب ذلك تشمل فوائد التسويق باستخدامها ما يلي:
1. تعزيز ولاء المرضى
الهدف النهائي لأي مبادرة تسويقية هو إيصال رسائل شخصية لكل عميل، تُلبِّي رغباته هو، كأنّه الطبيب أو المُنشأة الطبية تعرف ذلك المريض شخصيًا وتهتم به وبمتطلباته، وذلك هو الهدف الرئيس من قاعدة البيانات، فهي تسمح بتحديد رغبات المرضى بناءً على المعلومات المُقدّمة في قاعدة البيانات، بما يسمح بإرسال رسائل تسويقية مُلائمة لهم، وكل ذلك يُعزِّز ولاء المرضى لعيادتك، ويجعلها فريدة من نوعها في نظرهم.
2. زيادة المبيعات وعائد الاستثمار (ROI)
من فوائد التسويق باستخدام قواعد البيانات أنّه يُساعِد في زيادة المبيعات، وهنا في القطاع الطبي تعني زيادة المبيعات جلب مزيد من المرضى إلى العيادة أو المستشفى، فكُلّما استهدفت العيادة المرضى برسائل مُصمَّمة خصيصًا لاحتياجاتهم، زاد إقبالهم عليك وارتباطهم بك، بل وسيُشجِّعون غيرهم على زيارة عيادتك.
كذلك تخدم قاعدة البيانات في زيادة عائد الاستثمار، فهو وسيلة فعّالة – لا تُكلِّف شيئًا – في الوصول إلى المرضى، بل إنّها ستُحقِّق ربحًا طالما استفاد منها الطبيب في الترويج لخدماته وتلبية رغبات المرضى، وربّما تكون أقل تكلفة وأعلى فعالية من حملات التسويق التقليدية أيضًا.
3. تعزيز العلامة التجارية والموثوقية
كُلّما شاركت محتوى مع جمهورك، سواء عبر البريد الإلكتروني أو حسابات وسائل التواصل الاجتماعي – بعد تسجيلها في قاعدة البيانات – وثق الجمهور بك وبخدماتك التي تُقدِّمها، كما تظل العلامة التجارية للعيادة في الصدارة مُحلِّقة بعيدًا عن المنافسين.
ملخص عن استخدام قاعدة بيانات المرضى للتسويق
تجمع قاعدة بيانات المرضى أهم المعلومات الشخصية لهم، إذ يُمكِن الاستفادة منها في توجيه رسائل تسويقية مُخصَّصة إلى المرضى، حسب أعمارهم وحالتهم الصحية وما يحتاجون إليه تحديدًا، وهذا يُعزِّز ولاء المرضى لك، ويُوفِّر تكاليف هائلة، فالتسويق باستخدام قاعدة البيانات لا يُكلِّف شيئًا، بينما يُحقِّق عوائد إيجابية ويزيد انتشار العلامة التجارية للعيادة بين الناس.
لا تعليق